موجز عن كوريا

حكم الاستعمار الياباني

التحرير
تم تحرير كوريا من الاستعمار الياباني في الخامس عشر من أغسطس 1945، بعد حكم دام 36 سنة ، قامت بضم كوريا إلى الأراضي اليابانية سنة 1910 بصورة قسرية. إلا أنه وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، احتلت القوات الأمريكية النصف الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية، بين احتلت القوات السوفيتية الجزء الشمالي منها. وعليه قدم التحرير مأساة كبيرة للوطن تمثلت في التقسيم، وتلا ذلك بعد مرور ثلاث سنوات ،تحديد خط فاصل بين شطري كوريا ، عرف بخط عرض 38 الموازي، ليعيش شطرا كوريا تحت الحكم العسكري. 

الاضطراب السياسي
تميزت فترة ما بعد الحرب في كوريا بزيادة عدد المنظمات السياسية وبصراعها على السلطة. وأدى الالتباس الناتج من خلافات المجموعات وصراعها مع بعضها البعض على نشر سحابة سوداء في الأفق السياسي لهذا البلد الناشئ. ومن بين الأحزاب السياسية التي ظهرت، الحزب الشيوعي الكوري ، الذي كان أكثر الأحزاب تماسكا ، حيث أنشئ سنة 1925، كمجموعة سرية كانت تناضل ضد الاستعمار الياباني، وتم إعادة تدشين هذا الحزب يوم 14 سبتمبر سنة 1945 بقيادة (باك هون يونغ) الذي جمع أعضاء المجموعات اليسارية تحت سيطرته. 
وعلى الجانب الآخر ، قامت المجموعة الوطنية المحافظة، بقيادة ( سونغ جين يو) و ( كيم سونغ سو) بتكوين الحزب الديمقراطي الكوري يوم 16 سبتمبر 1945 لتكون إحدى القوى السياسية الرئيسة المعارضة للشيوعيين 
. واتضح جليا أن الأمة قد تم تقسيمها أيدولوجيا إضافة للتقسيم الجغرافي كإحدى نتائج التصنيف الجديد الذي شهده العالم .
وفي الوقت الذي تواصلت فيه المواجهة بين القوى السياسية دون هوادة ، كان مؤتمر الوزراء الثلاثة للدول العظمى الذي عقد في موسكو السبب الرئيس الذي أدى إلى بداية المواجهة بين الشيوعيين والوطنيين. 

مؤتمر موسكو
واتفقت القوى العظمى الأربع في اجتماع موسكو الذي عقد في ديسمبر 1945 على وضع كوريا تحت وصاية القوى الأربع بإشراف الأمم المتحدة لمدة خمس سنوات. كما اتفقت أيضا على تشكيل مفوضية أمريكية – سوفيتية للمساعدة على تشكيل حكومة كورية مؤقتة بالاستشارة مع الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية في كوريا للعمل على تنفيذ ترتيبات خطة الوصاية ومع مشاركة الحكومة الكورية المؤقتة. وكان هذا القرار بمثابة صدمة كبيرة للشعب الكوري. وتوحدت كلمة الأمة ورفضت قرار الوصاية المهين الذي تبنته القوى العظمى بما فيها الصين. وتعرضت وحدة الأمة إلى الخطر عندما قرر الشيوعيون تغيير موقفهم وإعلانهم بتأييدهم الكامل لخطة الوصاية. وزادت حدة المواجهة بين قوى اليسار واليمين على نحو يومي. وفي هذه الأثناء، حدثت تطورات جديدة عملت على تسارع الأحداث. فقد عقدت المفوضية الأمريكية السوفيتية المشتركة، التي شكلت خلال مؤتمر وزراء خارجية الدول العظمى، أولى اجتماعاتها في سيئول في العشرين من مارس 1946. وأصر الاتحاد السوفيتي في ذلك الاجتماع على قيام المفوضية بتقديم الدعوة فقط للأحزاب والمنظمات التي وافقت على مقترح الوصاية. وبما أن الجميع كان قد رفض مقترح الوصاية ، سوى الحزب الشيوعي الذي لم يشكل أغلبية في واقع الأمر ، مما جعله غير مؤهل لاتخاذ أي قرار. ورفضت الولايات المتحدة طلب الاتحاد السوفيتي. وانفض الاجتماعات بعد مرور 50 يوم من النقاش الساخن دون التوصل لأي اتفاق. وافتتحت المفوضية اجتماعاتها الثانية والأخيرة في الحادي والعشرين من مايو 1947. وانفض الاجتماع مرة أخرى بعد 20 يوم. وكان ذلك بمثابة مؤشر في نية الشيوعيين لتسيير حملة هدامة بغرض زعزعة وإثارة الشكوك في نوايا الحكومة الأمريكية العسكرية. وقاموا بإعادة تغيير اسم حزبهم إلى حزب العمال في كوريا الجنوبية في الثالث والعشرين من نوفمبر 1946 واستوعبوا بعض من الجماعات اليسارية لحزبهم. وقد لجئوا لمختلف السبل الممكنة لتنفيذ حملاتهم الهدامة شمل ذلك الاغتيالات السياسية ، التخريب ، الإضرابات ، الشغب والتمرد. واضطرت حكومة الولايات المتحدة في الشطر الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية ، وبسبب أنشطة هذه المجموعات اليسارية ، اعتبارها مجموعات خارجة عن القانون 

المسألة الكورية في الأمم المتحدة
في هذه الأثناء ، بدأت الأمم المتحدة دراسة القضية الكورية بعد المبادرة التي تقدمت بها الولايات المتحدة سنة 1947 . وكان قرار الأمم المتحدة في الرابع عشر من نوفمبر 1947 أن يتم إجراء انتخابات عامة في كل أنحاء شبه الجزيرة الكورية في مايو 1948، وتكوين مفوضية مؤقتة تابعة للأمم المتحدة لتشرف على الانتخابات الكورية.
ووصلت المفوضية كوريا في يناير 1948 إلا أن القوات السوفيتية المحتلة لم تسمح لها بالمجيء إلى الشطر الشمالي. 
وأوصت المفوضية بإجراء الانتخابات في المناطق التي يمكن أن تصلها المفوضية. واستنادا على مقررات الأمم المتحدة ، أعلنت الحكومة العسكرية الأمريكية في الأول من مارس 1948 عن إجراء الانتخابات في كوريا الجنوبية في العاشر من مايو. وشجبت القوات السوفيتية المتمركزة في الشمال و(كيم إيل سونغ) هذه الخطة ووصفا هذه الخطة بأنها مؤامرة لتحويل كوريا الجنوبية كقاعدة عسكرية أمريكية. 
وانضمت المجموعات اليسارية وبعض من الطبقات الوسطى لمعارضة مشروع الانتخابات ، كما انضم (كيم كو) الرئيس السابق للحكومة الكورية المؤقتة في المنفى (تشونغكينغ)، ورئيس حزب استقلال كوريا إلى الحملة المعارضة لتشكيل حكومة مستقلة في الشطر الجنوبي فقط، كما انضم أيضا (كيم كيوع شيك)، رئيس الجمعية التشريعية السابق خلال حكومة الولايات المتحدة العسكرية . وكان معنى هذا انقسام المجموعات السياسية اليمينية إلى قسمين، الأولى بقيادة د. (سينغمان ري) التي تدعم إجراء الانتخابات بشكل أحادي في شطر كوريا الجنوبي، بينما تطالب المجموعة الأخرى بضرورة إجراء حوار مع كوريا الشمالية، وقد عرف ذلك فيما بعد بمجموعة الحوار الجنوبي الشمالي. وسافر قادة المجموعتين إلى بيونغ يانغ لإجراء مفاوضات دون طائل مع الكوريين الشماليين الشيوعيين لتحقيق هدف حكومة ائتلافية. وبرغم فشلهم في التوصل لاتفاق مع الكوريين الشماليين الشيوعيين ، قرر المفاوضون مقاطعة الانتخابات العامة التي جرت في الشطر الجنوبي تحت رعاية الأمم المتحدة في العاشر من مايو، حيث تلك المجموعة أن إجراء الانتخابات على هذا النحو سوف تعمل على ديمومة التقسيم في شبه الجزيرة الكورية. وبعد الانتخابات، تم اغتيال (كيم كوه) بواسطة أحد الضباط العسكريين في سيئول. 
التعليقات
0 التعليقات
 
وطن السلام | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .