الجميع يتفقون علي
اننا نحتاج الي ثورة حقيقية في السودان تستهدف اهداف التعليم ووسائل
تحقيقها..... يبدو ان الاستعمار قد ترك لنا موروث برغم تفاخرنا به لم يحقق
لنا ما كنا نطمح له ...اذ انه قسم التعليم الي فني ونظري مما أرهق
الكثيرين عمليا في الاختيار بين ما هو وجيه ولائق وما هو اكثر دخلا وطلبا
في سوق العمالة ...وقد اصبح في نفسه النظام الموروث متأكلا ً بحيث نستطيع
ان نجزم عدم امكانية تطويره بل حتمية تغييره تماما بقرار سياسي ....اذ اننا
اصبحنا متأخرين لدرجة يبدو فيها الواقع الاليم حولنا خلاصته هي أن " لا
تعليم في السودان"
...
أغلبنا يطلب من التعليم مضمونا ً العمل ، لكننا كدولة ًنحتاج ان نجمع سياسياً بين احتياجنا لمهارات عاملة ومكافحة الفقر وودعم التنمية من جانب ....ومن جانب اخر مصالحنا المحلية والقومية والاقليمية اقتصاديا... فلا يمكن ان نتقبل مثلا ان مدارسنا تقبع بها اعز طاقاتنا حبيسة لعمر 18 - 20 سنة حيث يتخرجون لا يملكون مهارات تمكنهم من كفالة انفسهم او إعانة اهاليهم حتي ..كما كيف نتقبل ان مكاتب الحكومة تنتزع اجيال من ابناء مزارعينا والرعاة بعيداً عن مناطقهم واهاليهم وتستبدل ثرواتهم بالقلم والورقة وتوجه جهودهم الانتاجية نحو مصيدة الاقتصاد الاستهلاكي
.
ان مرحلة انتقالية تنتهي بإلعاء كل المراحل التعليمية ما عدا التي تدرس للصف الثامن ثم مرحلة دائمة هو المطلوب...التعليم بالمدارس يجب ان يستمر لمدة 8 سنوات فقط ... ثم العمل براتب ...فالمدارس حقيقة لا تعلم سوي الكتابة والقراءة لكن ما يعين علي كسب العيش والحياة الكريمة من مهارات وخبرات فنية تقنية ونظرية لا يكتسب الا اثناء اداء العمل ,,,ومن ثم ...فان التدريب اثناء العمل للتطور نحو تحقيق الطموح والحوجة لتنفيذ اهداف الخطط التنموية المحلية والقومية نحو الاكتفاء المطلوب علي المستوي الشخصي والمجتمعي لابد ان يكون المحور الذي يدور حوله التعليم...الذي يمكن ان يحقق لنا جميع ما نصبو اليه
...
ومثالا علي تحقيق ذلك ان يعمل فتانا أو فتاتنا بعد المدرسة بعد ان اتقان مهارة القراءة والكتابة كعاملي نظافة متخصصين في المجال الصحي بالمستشفي ويواصل تدريبه - ان اراد - او يبقي ان أبدئ اهتماما وتحت ميزانية المستشفي كعامل.... يتدرب اثناء عمله ويرتقي الي مساعد ممرض ثم ممرض ثم مساعد طبيب ثم طبيب ثم اخصائي.... أو يتدرب في اتجاه الادارة من فتي مراسلات" مراسلة" ثم موظف صغير في مجال الحسابات مثلا ليواصل في ادارته متخصصا في الادارة المالية في المجال المحدد كإدارة مستشفيات او وزارة الصحة ويرتفع راتبه حسب ما يجمع من شهادات اثناء التدريب وهكذا في كل المجالات الاخري كالرعي ومجالاته المختلفة من الطب البيطري وصناعات الجلود والاغذية ...حيث تزداد قيمة الفرد بزدياد خبراته التي تنمو مبكرا
......
فبالاضافة الي ان ميزانية التعليم المتضخمة سوف تنخفض حيث سوف تتحملها الشركات والمؤسسات التي تحتاج الي مثل هذه الطاقات المتواصلة ووسوف تقوم بتدريبهم والاستفادة منهم ويتربون علي مناهجها متعودين ومتاقلمين علي بيئتها وسياساتها منذ نعومة اظافرهم ..بالاضافة الي كل ذلك سوف يتم تركيز عمل وزارة التربية والتعليم علي ضبط الجودة والنوعية - الرقابة - واجراء البحوث والاحصائيات في في المجال ومدّ المجتمع بأفضل وسائل التعلم والتربية
...
يجب ان نتذكر دوما ان المدرسة في الحقيقة لا تعلم سوي الكتابة والقراءة فقط ولكن المهارات والخبرات المطلوبة للعمل يكتسبها الناس اثناء العمل .....كما قد تجبر الظروف او الرغبة الشخصية الفرد ان يترك مسألة الارتقاء في سلّم العلم ويعود اليه في اي مرحلة هو فيها ما دام راضيا بمرتبه وبالكفاءة والخبرة التي حصل عليها وغير ذلك من فوائد لا يتسع اليها الحديث اليوم
..
د.ايراهيم مخير
لندن 9فبراير 2013
...
أغلبنا يطلب من التعليم مضمونا ً العمل ، لكننا كدولة ًنحتاج ان نجمع سياسياً بين احتياجنا لمهارات عاملة ومكافحة الفقر وودعم التنمية من جانب ....ومن جانب اخر مصالحنا المحلية والقومية والاقليمية اقتصاديا... فلا يمكن ان نتقبل مثلا ان مدارسنا تقبع بها اعز طاقاتنا حبيسة لعمر 18 - 20 سنة حيث يتخرجون لا يملكون مهارات تمكنهم من كفالة انفسهم او إعانة اهاليهم حتي ..كما كيف نتقبل ان مكاتب الحكومة تنتزع اجيال من ابناء مزارعينا والرعاة بعيداً عن مناطقهم واهاليهم وتستبدل ثرواتهم بالقلم والورقة وتوجه جهودهم الانتاجية نحو مصيدة الاقتصاد الاستهلاكي
.
ان مرحلة انتقالية تنتهي بإلعاء كل المراحل التعليمية ما عدا التي تدرس للصف الثامن ثم مرحلة دائمة هو المطلوب...التعليم بالمدارس يجب ان يستمر لمدة 8 سنوات فقط ... ثم العمل براتب ...فالمدارس حقيقة لا تعلم سوي الكتابة والقراءة لكن ما يعين علي كسب العيش والحياة الكريمة من مهارات وخبرات فنية تقنية ونظرية لا يكتسب الا اثناء اداء العمل ,,,ومن ثم ...فان التدريب اثناء العمل للتطور نحو تحقيق الطموح والحوجة لتنفيذ اهداف الخطط التنموية المحلية والقومية نحو الاكتفاء المطلوب علي المستوي الشخصي والمجتمعي لابد ان يكون المحور الذي يدور حوله التعليم...الذي يمكن ان يحقق لنا جميع ما نصبو اليه
...
ومثالا علي تحقيق ذلك ان يعمل فتانا أو فتاتنا بعد المدرسة بعد ان اتقان مهارة القراءة والكتابة كعاملي نظافة متخصصين في المجال الصحي بالمستشفي ويواصل تدريبه - ان اراد - او يبقي ان أبدئ اهتماما وتحت ميزانية المستشفي كعامل.... يتدرب اثناء عمله ويرتقي الي مساعد ممرض ثم ممرض ثم مساعد طبيب ثم طبيب ثم اخصائي.... أو يتدرب في اتجاه الادارة من فتي مراسلات" مراسلة" ثم موظف صغير في مجال الحسابات مثلا ليواصل في ادارته متخصصا في الادارة المالية في المجال المحدد كإدارة مستشفيات او وزارة الصحة ويرتفع راتبه حسب ما يجمع من شهادات اثناء التدريب وهكذا في كل المجالات الاخري كالرعي ومجالاته المختلفة من الطب البيطري وصناعات الجلود والاغذية ...حيث تزداد قيمة الفرد بزدياد خبراته التي تنمو مبكرا
......
فبالاضافة الي ان ميزانية التعليم المتضخمة سوف تنخفض حيث سوف تتحملها الشركات والمؤسسات التي تحتاج الي مثل هذه الطاقات المتواصلة ووسوف تقوم بتدريبهم والاستفادة منهم ويتربون علي مناهجها متعودين ومتاقلمين علي بيئتها وسياساتها منذ نعومة اظافرهم ..بالاضافة الي كل ذلك سوف يتم تركيز عمل وزارة التربية والتعليم علي ضبط الجودة والنوعية - الرقابة - واجراء البحوث والاحصائيات في في المجال ومدّ المجتمع بأفضل وسائل التعلم والتربية
...
يجب ان نتذكر دوما ان المدرسة في الحقيقة لا تعلم سوي الكتابة والقراءة فقط ولكن المهارات والخبرات المطلوبة للعمل يكتسبها الناس اثناء العمل .....كما قد تجبر الظروف او الرغبة الشخصية الفرد ان يترك مسألة الارتقاء في سلّم العلم ويعود اليه في اي مرحلة هو فيها ما دام راضيا بمرتبه وبالكفاءة والخبرة التي حصل عليها وغير ذلك من فوائد لا يتسع اليها الحديث اليوم
..
د.ايراهيم مخير
لندن 9فبراير 2013