الجيش السوداني ....لماذا؟

لا تشكل مهمة تطوير القوات المسلحة السودانية اليوم وفي هذا القرن بالذات - قرن توسع الخدمات وسهولة بلورتها في ظل مجانية المعلومة - لا تشكل تحدي حقيقي في اتجاه دفعها لتقوم بمهامها الاساسية بالكفاءة اللازمة وذلك لتوفر كل الخبرات والتجارب الوطنية التي يملكها افرادها من العاملين والمعاشيين الذين خاضوا وما زالوا يخوضون معارك وحروب منهكة هنا وهناك علي عدة مستويات ، معارك خاضتها القوات المسلحة بسبب مقنع أو بآخر واهيٍ أو حتي بدون سبب منذ المهدية مع المستعمر الاوروبي مرورا بالحروب الاهلية والمناطقية في جنوب السودان وكافة انحائه الاخري بما في ذلك الاحتكاكات مع الدول المجاورة في شمال السودان مصر وغربه تشاد والكنغو وجنوبه في يوغندا وشرقه في الحبشة . ليس اقليميا فحسب بل وقاريا ، حيث قامت اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية متعاونة مع سودانيين - من داخل النظام وخارجه - بإختبارات مختلفة للقوات المسلحة السودانية في بورتسودان حديثا وقبلها في قصفهم لمصنع الشفاء ،ثم هنالك مشاركة العديد من افراد القوات المسلحة في الصراعات الدولية في افريقيا واسيا - حرب اكتوبر- واخرها سورية...العميد الدابي - سئ الذكر....كما ان تطور العلوم العسكرية والتقنية الحديثة المتراكمة دوليا سوف يساهم بالاضافة بلا شك في تطوير هذه القوات
....
اذن ما هي المشكلة الحقيقية للقوات المسلحة ...ولماذا لا ترتقي لمطامح الشعب السوداني اليوم ؟؟ ....علي ما يبدو ان المشكلة الحقيقية التي تواجهها ليست مادية بإرتفاع رواتب الضباط وإمتيازاتهم المادية وتوفير المسكن والسيارة الفارهة ولا حتي حتي الهزائم المتوالية التي عانتها بصورة مخجلة ومتوالية في السنين الاخيرة إذ ما زالت القوات المسلحة السودانية برغم من كل ما مضي تتمتع بتأييد شعبي وسياسي واسع من كافة الجهات
.....
ان التحدي الحقيقي الذي يواجه تلك القوات اليوم  في اساس متعلق بوجود تلك القوات اساسا من عدم وجودها !!!....فمن المعروف ان تأثير الاسلاميين علي القوات المسلحة القوي قد حقق الي اليوم اهم اهدافه وهو منع القوات المسلحة من التعرض للسلطة الحاكمة ، وقد تم تنفيذ نفس الخطة التي اتفق عليها الاسلاميين عامة في مؤتمراتهم المكوكية بأن القوات المسلحة الوطنية تشكل الخطر الاول علي الحركةالاسلامية وتفكيكها يجب ان يتم ويسبق حتي السيطرة ثروات البلاد - الغنائم- وعلي مفاصل الدولة المفترسة ...هذا ما تم في تركيا والسودان ويتم في مصر اليوم.... هذه الخطة ادت ايضا دون شك الي إنتفاء الدور الفعلي للقوات المسلحة - حماية الدستور والوطن ، وخير دليل تفكك السودان وعدم مقدرة دولة في وزن تركيا علي التصدي لدويلة مثل سورية حتي وهي تعاني من اشد الجراح...جراح الحرب الاهلية
...
اما في السودان فقد اثبتت الاحداث والارقام ان الاحتفاظ بالقوات المسلحة في شكلها الحالي ودون فعل وصوريا شديد التكلفة اقتصاديا ومعنويا ، ذلك اضافة لتكاليف إحلالها المتواصلة بقوات فاعلة وفعلية موازية من دفاع شعبي وحرس حدود وقوات الاجهزة الامنية المختلفة لتقوم بأدوار هي من صميم مهام القوات المسلحة ....بل وادي ذلك التمسك الي شلل العقيدة القتالية للجندي السوداني وتشوش قياداته الميدانية وترددها في اتخاذ القرار - اذ قد يتضارب مع الاهداف والقرارات السياسية للنظام الحاكم...ومن ذلك مثلا وضع جميع الاسرار العسكرية في ايدي المخابرات الامريكية طواعية برغم ان المواثيق العسكرية تدفع بعكس ذلك تماما ...وقد شاهد الجنود ضباط المخابرات الامريكية في ملابسهم الرسمية وهم يتجولون بحرية ويسجلون كميات الاسلحة والذخائر الموجودة في مخازن الاسلحة برفقة ضباط سودانيين في الاستخبارات العسكرية اغلبهم تم تعيينه دون خبرة عسكرية سابقة ولكن بإمتيازات ضخمة ، كما شاهدوا خبراء الهليكوبترات الروس وهم يحتسون الفودكا في وادي سيدنا حينما كان الرئيس يعلنها اسلامية ويرقص علي انغام ليكم تسلحنا...وامريكا وروسيا قد دني عذابهما
...
فماذا تتوقع من هولاء جنود؟؟؟
لندع إذن الاحاديث الجانبية ونعترف ان القوات المسلحة السودانية تحتاج بالفعل الي اعادة بناء وهيكلة جذرية تسبقها في ذلك الاجابة علي السؤال لماذا .؟؟؟...                    
                      لكن يبقي السؤال المحير حقيقة ما زال قائما
...
لماذ يريد نظام الانقاذ قوات مسلحة سودانية اساسا...؟
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
وطن السلام | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .