إنفجار (أركويت) و تفجيرات (السلمة).. القصة الكاملة

طوقت الشرطة شارع في حي 46 بمنطقة اركويت، واقامت حواجز على مسافة 80 مترا بطول الشارع وارتكزت سيارتها على الجانبين.
وأفاد بيان أصدره المكتب الصحفي للشرطة ، مساء الأحد إن شرطيا كان قريباً من موقع الحادث فجر الأحد، أبلغ غرفة النجدة بانه “سمع صوت انفجار بسيط بضاحية اركويت جنوبي الخرطوم تأكد لاحقاً انه صادر من شقة من احدى البنايات بالمنطقة “.
وأضاف ” تحركت قوة من الشرطة مدعومة بخبراء الادلة الجنائية المختصين فى مسرح الحادث والمتفجرات وفريق متخصص من جهاز الامن والمخابرات الوطنى وتم اقتحام الشقة التى وجدت بداخلها مواد محلية تستخدم فى صنع المتفجرات البدائية وجوازات سفر اجنبية”.
وتابع ” من خلال التحريات اتضح ان متهماً بعينه بدأ فى صناعة عبوة متفجرة الا انها انفجرت اثناء عملية الصنع والحقت به اصابة طفيفة اضطرته لطلب العلاج فى احد المستشفيات القريبة التى رفضت علاجه دون ابلاغ الشرطة الامر الذى جعله يغادر دون علاج”.
وأفاد البيان أن “الشرطة فى طريقها لفك طلاسم البلاغ والقبض على المتهمين خلال ساعات علماً بان المواد التى تم ضبطها لاتعدو موادا شديدة الانفجار واتضح ذلك من خلال ماخلفته من اثار طفيفة فى مسرح الحادث والاصابة البسيطة التى لحقت بالمتهم” .
وكان شهود عيان قالوا لـ(سودان تربيون) إن الشرطة عثرت على متفجرات داخل احدى الشقق بالمبنى، وأن احداها انفجرت صباح الأحد، وأصابت أحد القاطنين حيث شوهدت آثار دماء في مكان الحادث.
وانزلت الشرطة عدد كبير من الاكياس الورقية الصفراء بها مقتنيات جمعت من الشقة.
وأفاد الشهود أنهم سمعوا اصوات رصاص في الثانية صباحا لتحضر بعدها عناصر الشرطة و الكلاب البوليسية وطوقوا المنطقة.
وأضافوا أن المبنى المكون من أربعة طوابق يضم عددا من الشقق السكنية يقطنها جنسيات عربية من مصر وسوريا.
في تطور مفاجئ على مسرح الأحداث وفي حادثة نادرة من نوعها وضعت السلطات الرسمية صبيحة يوم أمس الأحد يدها على جسم غريب (مواد محلية) تسبب إنفجارها في انكشاف أمر خلية يقف عليها أجنبي - وفقا لبيان الشرطة – كان يقوم بتصنيع متفجرات بدائية انفجرت أثناء عملية التصنيع بعد تعرضه لإصابات بالغة إثر انفجار وقع في شقة تقع في عمارة مكونة من 4 طوابق بمربع 48 جنوب مسجد عمر بن الخطاب على مقربة من لفة جوبا بشارع عبيد ختم بحي أركويت شرقي الخرطوم وأن شرطي كان يرتكز علي مقربة من موقع الحدث أبلغ شرطة النجدة والعمليات التي خفت للموقع – أن إنفجار وقع بإحدي البنايات فيما أشارت مصادر أخري أن مشتبهين أجانب حاولوا إسعاف أحد جرحى الانفجار لمستشفى قريب من سكنهم إلا أن إدارة المستشفى رفضت استقبال الحالة ومعالجة المصاب إلا بعد استخراج الاستمارة الجنائية (أورنيك 8) مما أدى لارتباك الأجانب وتزايد شكوك الشرطة التي أسرعت للتعرف على الموقع وضبط الأجانب بعد مداهمة الشقة واقتحامها لمعرفة أسباب الانفجار فيما ظهرت رواية أخرى تفيد أن الأهالي وبعد سماع دوي الانفجار في تمام الساعة الثالثة والنصف من فجر يوم أمس الأحد أبلغ مواطنون قوات الشرطة بحادثة الانفجار حيث هرعت قوات الشرطة لتطويق الموقع وتحريزه ومنع مرور السيارات والمواطنين من الاقتراب من البناية التي اتضح أن قاطنيها يمثلون تشكيلة من الأجانب وأن الشقة كانت بها أسطوانة غاز بحجم صغير وماكينة قاطعة للحديد بجانب أكياس ورقية وبلاستيكية جمعت من مسرح الحادثة فيما لوحظ الوجود الشرطي وفريق الأدلة الجنائية وتوزيع الكلاب البوليسبة بالموقع وقالت الشرطة في بيانها الصادر ليلة أمس الاحد أنها عثرت علي جوازاتسفر أجنبية بالشقة من محل الاتهام.
ملابسات الحادثة

فالشاهد أن حادثة متفجرات أركويت تعيد للأذهان حادثة أخرى مشابهة وقعت قبل 10 سنوات حيث تم القبض على خلية عسكرية قوامها 40 شاباً يتبعون للسلفية الجهادية استأجروا مبنى بضاحية السلمة جنوبي الخرطوم وشرعوا في الإعداد لمشروع إرهابي كبير بغرض تنفيذ سلسلة أعمال عنف تستهدف عدداً من مقار منظمات الإغاثة العالمية والقوات الأجنبية والوجود الأوربي بالخرطوم غير أن السلطات الحكومية استطاعت القبض على عناصر تفجيرات السلمة بعد انكشاف أمر الخلية بسسب انفجار إحدى أسطوانات الغاز واشتعال عبوتها المكونة من المواد الكيمائية شديدة الاشتعال بفعل أشعة الشمس وسوء التخزين فأبلغ الأهالي وسكان الحي قوات الشرطة بعد سماعهم دوي الانفجارالذي هز أرجاء المنطقة المكتظة بالسكان واستطاعت السلطات تفكيك الخلية في وقت وجيز وتوقيف أفرادها كافة وكان على رأس هؤلاء الدكتور (أسامة أحمد عبد السلام) الذي تخصص في مجال الكيمياء الحيوية والعضوية حيث نال درجة الدكتوراة في ذات العلم المتعلق بالتفجيرات والتركيبات ومع (أسامة عبد السلام) تم القبض على (عبد الباسط حاج الحسن) و(مهند عثمان يوسف) و(محمد مكاوي إبراهيم) الذين خرجوا من السجن بعد عملية إطلاق سراحهم وعادوا الكرة مرة أخرى وانخرطوا في تدبير خطة لاغتيال الدبلوماسي الأمريكي جون غرانفيل وسائقه السوداني عبد الرحمن عباس في العام 2008 وكان من ضمن أفراد الخلية صيدلي يدعى (أيمن زروق) ونجل الشيخ عبد الحي يوسف (عمر) حيث كشفت السلطات خلايا عسكرية وتشكيلات إرهابية كانت تنوي تنفيذ عدد من الأعمال الإرهابية.
برميل بارود
وتم التعرف على موقع هذه الخلايا وعناصرها حيث ضبطت هذه الخلية المتطرفة التي تنتمي للسلفية الجهادية وبحوزتها متفجرات ومفرقعات وعبوات ناسفة جاهزة للاستعمال وتركيبات كيمائية مكونة من مواد قابلة للاشتعال من بودرة (التي إن تي) ومادة (النتروجلسرين) المكون من مسحوق السكر وطحين الفحم بجانب تجهيز حوض خرصاني من مواد يتم تحضيرها لتكون متفجرات تستخدم لهذه العمليات العسكرية بجانب قنابل الملتوف وأسطوانات حديدية مستديرة محشوة بالبارود لتستخدم كدانات وأخرى بها متفجرات ومقذوفات وقنابل ملتوف وقرانيت وأكياس ذخيرة وأسطوانات تشبه أسطوانات غاز الثلاجات وماكينة لحام مع 30 عبوة جاهزة للتفجير ووجود ممرات خرسانية لتخزين وتعبئة المتفجرات لكن استطاعت الأجهزة الأمنية وضع يدها على كامل المخطط وإحباط العملية وتوقيف عناصرها قبل أن يبدأوا تنفيذ مشروعهم وأودعوا سجن كوبر في 2007 قبل أن يتم إخلاء سبيلهم بعد عام من الاعتقال.
تشابه بين الحادثتين

وبالنظر لحادثة أركويت التي تم الكشف عنها صبيحة أمس الأحد وتفجيرات السلمة التي مرت عليها 10 سنوات ظهرت العديد من أوجه الشبه بين الحادثتين فبين الأولى والثانية عقد كامل من الزمان فالأولى كانت في العام 2007 والأخيرة في العام 2017 أما وجه الشبه الثاني فيتمثل في أن انشكاف أمر المخبأ والوكر، ففي الحادثتين تم التوصل لموقع الحدث بعد انفجار العبوات الناسفة التي كانت قيد التخزين وأن الصدفة لعبت دورها في كشف العمليتين فتفجيرات السلمة تم الكشف عنها بعد انفجار أسطوانة كانت مليئة بالبارود مما أدى لانفجارها بينما متفجرات أركويت تم التعرف على عناصرها أيضا بعد انفجار الجسم الغريب المصنّع من المواد المحلية في الشقة المعدة لسكن الأجانب بجانب أن عناصر تلك الخلايا اختاروا مواقع سكنية بعيدة عن وسط الخرطوم في التخطيط وترتيب مراحل العمليات بالإضافة إلى أن الحادثتين ظهر فيهما جرحى جرّاء عملية الانفجار أما الأمر اللافت للأنظار فهو أن تفجيرات السلمة وانفجار أركويت تم إبطال مفعولهما قبل استخدامها إلا أن الشرطة أكدت أنها في طريقها لفك طلاسم الحدث والقبض علي المتهمين خلال الساعات القادمة.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
وطن السلام | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .