الراسمالية والاقتصاد

الاقتصاده والراس

------------------------------------------------------------------
انتم ضد البذور المعدلة وراثيا و استخدام الاسمدة. الا يؤدي التوقف عن استخدام هذه التقنيات الزراعية الى خفض الانتاج و تدهور نوعيته و بالتالي الى انتشار المجاعات؟ كيف تريدون توفير الغذاء للجميع و انتم ضد التقنيات الزراعية التي تشكل يببا في فائض الانتاج؟
-----------------------------------------------------------------
من الظواهر السائدة في العالم الراسمالي هي ان المنظومة تخلق مشاكل بسبب الياتها و من ثم تخلق حلول لها. فاللامساواة تؤدي الى الجريمة, و السلطة تقوم بزيادة اعداد الشرطة و القضاء يرفع سقف العقوبات و تبني الحكومة سجون جديدة و توسعها و يبدو للجميع ان هذا اجراء ضروري يباركون السلطة عليها.. ماذا تريد؟ هل تريد التهاون تجاه المجرمين لكي يسيطرون علينا؟
و هكذا تنصب الكامرات في الاماكن العامة و يضعون الحراس على ابوب المدارس و يمنعون المخدرات و يبنون الجيوش و يلوثون الغذاء و يضعون الاسعار على مياه الشرب و الاف الاجراءات الاخرى تتخذ بمباركة المجتمع لحل المشاكل التي هي اصلا لم تكن ضرورية لو لم تكن المنظومة الاجتماعية فاسدة من جذورها ... و ربرغم جميع هذه الاجراءات فان المشاكل لا يتم حلها بل تصبح اسوأ .. فالجريمة تتزايد و السجون تتسع و تكبر و برغم الاسمدة الكيمياوية و البذور المعدلة فان المجاعات تقتل المزيد من الناس و برغم اعداد المزيد من الجيوش فان الحروب تتسع رقعتها و برغم جميع القوانين فان القوانين يبدو وكانها وجدت لكي تنتهك و يذهب ضحيتها البعض بينما تفلت الاغلبية منها و تعمل ثروات و يجلس بعضهم في البرلمانات و يحكمون مختلف الامم ..
لنعد الان الى البذور المعدلة و استخدام الاسمدة الكيمياوية و المواد الحافظة على المنتجات الغذائية.
ان الانتاج الزراعي الكبير القائم على البذور المعدلة وراثيا تؤدي الى انتاج كميات هائلة من المحاصيل باسعار رخيصة جدا و نوعية تبدو ظاهريا بانها تتمتع بالجودة من حيث الاحجام و المردود و هذ المنتجات تنافس الانتاج الزراعي الطبيعي و تؤدي الى تدمير المزارعين الصغار اقتصاديا و تركهم مزارعهم و التوقف عن زراعتها فتاتي الشركات الكبرى و تسيطر على افضل الاراضي لاستمرار زراعتها بالبذور المعدلة و تستمر اللعبة. فتكون النتيجة ان الملايين من الهكتارات تبقى غير مزروعة بينما يتحول المزارعين الى بطالة مدن.. فتتوسع المدن و العشوائيات و يزداد الزحام و اللهث وراء الغذاء الرخيص المعدل وراثيا حتى يبدو الامر ان لا مفر لنا منه.
الاسمدة الكيمياوية هي الاخرى من الوسائل المستخدمة لانتاج البضائع الرخيصة المسموة للاسواق. تستخدم العديد من المواد الحافظة لاجل نقل هذه البضائع عبر القارات دون ان تتلف. و كل هذا الجنون لا يديره سوى اللهث وراء الارباح السريعة و توفير الغذاء الرخيص للبشر الذين دمرتهم المنظومة اصلا و لم يعد بمقدورهم شراء غذاء لا يكون رخيصا.
ان التكنولوجيا الزراعية الحديثة الاكوابونيك و الهيدروبونيك و الايربونيك و الزراعة العمودية تستطيع مع الزراعة التقليدية تحقيق وفرة في المحاصيل الغذائية الطبيعية. حيث نستطيع بناء هذه المزارع في كل مدينة لكي تتمتع بالاكتفاء الذاتي لانتاج جميع المحاصيل على مدار السنة دون الحاجة الى الاسمدة و لا الى البذور المعدلة. بمقدور هذه المشاريع ان تقام في الصحراء حيث لا توجد اراضي خصبة و فوق البحار و في اي مكان نشاء. و هنالك مشاريع بدأت الان في بعض المدن لايجاد اسواق مليئة بالمزروعات الطازجة يدخل الزبائن اليها لكي يقطفوا الخضروات و الفاكهة بانفسهم مباشرة و بمقدورك الحصول على مساعدة لطهي المنتوج في نفس المكان لتكون المسافة بين القطف و الاكل دقائق قليلة.
جميع مشاكلنا لها حلول تكنولوجية في اطار منظومة تحرر التكنولوجيا لصالح البشر و لا تسخرها في ايدي الاقلية لاجل ارباحهم. اغلبية مشاكلنا هي منتوجات هذه المنظومة و ليست مشاكل حقيقة.
لا توجد ازمة مياه و ازمة غذاء و ازمة طاقة و ازمة مصارف و ارهاب و صراعات بل توجد ازمة منظومة لم تعد قادرة توفير هذه الحاجات الضرورية للحياة بالاساليب القديمة سوى لاجل حفنة قليلة من البشر.

محمد نور
سيول كوريا الجنوبيه
التعليقات
0 التعليقات
 
وطن السلام | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .