تأكدت لماذا معظم العلاقات الزوجية في السودان باردة، ولماذا الكثيرون تعساء

رشان أوشي :

كانت المكالمة الهاتفية التي تلقيتها من إحدى صديقاتي كافية لدفع الاحباط دفعاً الى نفسي، فما أن وضعت سماعة الهاتف، حتى شعرت بأن شيء جميل كنت أعول عليه على وشك التسرب من بين أيدينا.
فالسنوات التي قضيتها صديقة للعلاقة العاطفية الجميلة التي بدأت بقاعات دراستنا الجامعية وتوجت العام الماضي الى رباط ابدي، تلك السنوات اكدت لي أن ما شيء يضاهي المشاعر في صقل قوة الاحتمال لدى البشر. فكثيراً ما احتمل ذلك الرجل الرائع مزاج صديقتي المتقلب وانحيازها لاشيائها وفي الغالب تكون على حساب ثوابت العلاقة.
صديقتي اتصلت بي لتخبرني بأن زواجها على وشك الانهيار، بالطبع لم أصدق ما قالته إلا عندما دلفت الى تفاصيل أدق، فلا يمكن لعلاقة زوجية مصقولة بست سنوات حب وهيام أن تنتهي في عام واحد، أمر لم يكن منطقياً بالنسبة لي، ولكن عندما قالت:»اتخيلي بجي داخل البيت الساعة 2 صباحاً كل يوم، ولينا أسبوع ما اتكلمنا بدون سبب»، وأكدت لي أنهما يقطعا الطريق الى عملهما يومياً بدون أن يتبادلان حرفاً واحداً، وأنها لا تذكر متى ارتشفت برفقته كوباً من الشاي.
عندما واجهته بشكواها، أكد لي بأن ما من سبب لذلك، فكل ما في الامر أنه لم يعد بحاجة لممارسة تلك الحميمية القديمة لأن المسؤوليات بعد الزواج تختلف تماماً.
تأكدت حينها لماذا معظم العلاقات الزوجية في السودان باردة، ولماذا الكثيرون تعساء، رباطهم الابدي انحصر في التزام مجتمعي وواجب يؤديانه حتى لا ينسيا بأنهما متزوجان.
يبدو أن البرود الذي يصيب العلاقات بين الازواج لا ينحصر علينا فقط، بل يمتد حتى بلاد الصقيع، وتذكرت وأنا أجادل صديقتي ما ذكره زوج الممثلة الامريكية أنجلينا جولي، عندما اعترف لإحدى المجلات الامريكية بأن زوجته أصابها الهزال، وعانت من اكتئاب نفسي لفترة طويله أثر حتى على رغبتها في الحياة، واكتشف فجأة أنه أهملها، وأن رعايته لها قلت كثيراً من ذي قبل، وقرر فجأة بدون إخبارها استعادة الحميمية المفقودة في علاقتما، ووضع خطة مُحكمة لكي يستعيد قربه من زوجته، وبالفعل بعد مرور فترة أشرق ذلك الوجه الشاحب، وحتى أن وزن جولي زاد، فقال:» تأكدت أن الزوج هو من يصنع سعادة زوجته».
نحتاج للحميمية والاهتمام في حياتنا، ويجب ألا نقصرها على علاقاتنا الثنائية، فاللاصدقاء حق، والاسرة حق، عندما نتبادل الاهتمام تصفو نفوسنا من شوائبها، ونعلي من قيمنا الإنسانية، ونكون سعداء..
رشان أوشي -الوطن السودانية
التعليقات
0 التعليقات
 
وطن السلام | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .