حضرنا الي الخرطوم ولم نجدكم


عقب وصولي الخرطوم بيومين نزلت الي الشارع .. شارع الحلفايا الكدرو الرئيسي

حيث كانت عائلتي قد انتفلت من شقة متوسطة بالدناقلة شمال بالقرب من حامعة الازهري وسعد قشرة والتي مكثنا فيها عشر سنوات.. الي مربع سبعة بالحلفايا في مطرح متسع وممتاز ونقي الهواء بجةار شارع المعونة الرئيسي .. وقد توجهت صوب الخرطوم بعد يومين من الراحة بالبيت وزرت موقعين لشركات في قلب العاصمة لي فيهما اقارب .. وفي رحلتي الذهاب والعودة استاحرت سيارة امجاد طلب لكسب الوقت حيث ارتفعت اجرة الامجاد الي ثلاثة اضعافها مقارنة بالعام الماضي .. وفي الشركة الثانية التي زرتها وجدت فيها ان حديث السياسة ياخذ ياخذ حيزا كبيرا وملتهبا من زمن الحضور من موظفين وزوار لاصحاب تلك الشركة .. وجدتهم خليطا من ناشطي الوطني .. ومن ناشطي شباب حزب الامة ومن دستوريين ايضا .. وكلهم اهل بعض .. ولكنني اندهشت حين احسست بانهم جميعا قلقين علي المستقبل المرسوم لبلادنا .. ومندهشين جدا لعودة كل الخيوط تارة اخري الي تحالف العام 1988م الذي استقطت بموجبه اتفاقية السلام السوداتية الموقعة في 16نوفمبر 1988م وبفرحة غامرة من المشاركين في وادها ... نعم كل الخيوط القديمة تحالفت الان .. ولكنها لا تملك الرؤية لخلق فرص للسلام الجديد وللحلول الجديدة التي تدور وتلتهب مناقشاتها الان في العاصمة الاثيوبية التي شهدت ذلك السلام الفاخر في العام 1988م وتشهد الان محاولات سلام يبدو انه لن يتحقق بسبب عدم توافر القناعات بين المتفاوضين (الوطتي وقطاع الشمال) بسبب عدم قناعة كل من الطرفين بطرح الاخر .. ما يؤدي الي دخول اطراف دولية ربما تاتي بضغوط ثقيلة الحجم علي احدهما مثل ماحدث في نايفاشا وادي الي الراهن الحالي بالجنوب بعد ان تخلي قادة الجنوب عن رؤية زعيمهم الراحل جون قرنق .. وهم يتجرعون السم الزعاف الان .
ولكنتي لم اجد الشارع السوداني العريض متابعا لما يجري .. فسالت صاخب العربة الامحاد الاول والثاتي عن اشياء عديدة وعن عدم تفاعل الشارع مع ما يحري في الخرطوم او اديس او عن تحالف الترابي المهدي غازي الجديد وعن ياس بعض شباب المؤتمر الوطني عن كل شيء ... فقلت لسائق الامجاد في طريق عودتي من الخرطوم الي الحلفايا ... اين حراك الناس وليالي السياسة ومنتديات الافكار ومناقشات النخبة واقلام المفكرين عبر الصحف .. فقال لي يمكن يا استاذ نقول انهم قد هاجروا او ماتوا او ياسوا من الفعل الا الاستاذ ابو عيسي فانه لايزال يحمل هموما برغم تقدم عمره .. فرددت عليه بانه يمكننا ان نقول للشعب السوداتي في هذه الحالة ( حضرنا ولم نجدكم ) .. فقد قالها نقد ثم رخل بعدها بقليل.

صلاح الباشا

bashco1950@gmail.com
التعليقات
0 التعليقات
 
وطن السلام | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .