كيف يمكن معالجة الفساد السياسي في السودان اليوم

هدف السياسة هو ارشاد الناس الي ما فيه خيرهم والمساعدة علي تنسيق وضم الجهود والطاقات البشرية للمجموعات المختلفة في ما ينفع الناس ويحقق اكتفائهم وسعادتهم ....وعندما تقف سياسة الدولة ضد هذا تعتبر الدولة فاسدة سياسيا وعندما يعاضد اي سياسي هذا الاتجاه يضم هو نفسه الي المفهوم وهكذا ....ويتضح هذا الاتجاه اليوم بشدة في السودان حيث يعمل نظام الانقاذ علي تشتيت الجهود والطاقات وانتهاج سياسات فاسدة تؤدي الي زيادة الالام البشر وابتسارهم للكفاية والسعادة .....ولكن كيف يمكن معالجة الفساد السياسي في دولة مثل السودان تحت ظل حكومة فاسدة كالانقاذ ؟؟؟ 

هل نتخلي عن احزابنا التقليدية ..ام نكون احزاب جديدة ...هل نستسلم ام نصالح كما صالح من صالح؟؟؟ ....

ماهي محاور النضال السياسي التي يجب ان يتحد حولها السودانيين؟؟

اسئلة جدا صعبة الا انها ملحة في نفس الوقت ................. 

ان الحياة السياسية في السودان فاسدة وتحتاج الي تصحيح حقيقي منذ امد  هي حقيقة يعرفها حتي حكامنا اليوم ....الا انهم وبكل سذاجة يحملوننا علي الاعتقاد اننا مثلهم لا نعرف المخرج فيتحدثون عن البديل المفقود واحزاب المعارضة غير الديمقراطية....... ويعرف ذلك العامة من السودانيين والخاصة ...السياسيين ...

بعض السياسيين كالترابي سارع لاستعمال القوة فأصابته البندقية في مقتل ، وسبب قراره خسائر للشعب السوداني علي جميع المستويات سوف نحصيها يوما ونحن نتحسر ...اخرون فضلوا القبول بالامر الواقع والاستمرار في الامر كان شئ لم يكن ويمثلهم بلا شك الصادق المهدي في في تردده في الغاء قوانين الشريعة السيئة الذكر من قبل في زمن الديمقراطية وقبوله بإنقسام السودان طائعا دون بديل .... وثمن هذا كما هو معروف استمرار نظام الانقاذ في تعنته واستمرار الحرب في الجنوب وما يتبع ذلك من تدهور علي كافة المستويات والاوجه في السودان سوي للأفراد او الجماعات...ام المناضل ابراهيم نقد الذي غيبه الموت  أخيرا ...فقد كان اصلا في غيبوبة سياسية يصحو منها من حين الي اخر ثم يعود الي الاختفاء لسنين عديدة....

والحقيقة ان بناء الديمقراطية في السودان بدأ معوجا منذ الاستقلال اذ لم تستطع الحياة السياسية ان تحقق تطلعات السودانيين الوطنية في النهضة والوحدة والامان بل وتسببت في احتقانات وانقلابات وثورات ...خيبات امل لا تحصي في عمر وطن واعد كالسودان ...

ماذا نفعل اليوم ونحن خارج هذه الاحزاب أو داخلها ...نحن يجب ان نستمر في نشر الوعي السياسي والتعريف الدائم بالحقوق والتذكير بالتطلعات وعدم الخضوع للابتزاز باسم الدين والقبيلة والجهة والتمسك بالكرامة ووحدة الامال الانسانية والدعوة للمحاسبة السياسية والعمل علي تضمينها في العقوبات الجنائية لاحقا... ان محاور النضال التي يجب ان تظل امام اعيننا لنحقق مجتمع متقدم هي القضاء علي الاتوقراكية ( حكم الفرد او جماعة معينة ) وما يتبع ذلك من العمل علي دحر العصبية والتطرف الديني ثم القضاء علي الفساد ببناء المؤسسات ودعم العلم وتحقيق الشفافية ....يجب ان نتمسك بسيادة القانون وبمحاكمة عمر البشير وعصابته .....ذلك لن يمنعنا من بالطبع من توجيه تهم الاهمال السياسي للزعماء السياسيين الاخرين كالصادق المهدي او غيره غدا في امر التفريط في الديمقراطية والدولة السودانية ( كيف يمكن للصادق المهدي مثلا ان يعرض عليه الانقلاب العسكري ولا يبلغ الجهات المختصة علي الاقل رسميا عن ذلك) .. 

في هذا الاتجاه المضني لابد من التمسك بالاحزاب ومساندتها  ...سنساند الاحزاب السياسية السودانية في المعارضة اليوم كي تعود صحيحة البدن والروح لكننا لن نعفو عن اخطائها غدا بل سوف يكون الحساب عادلا ...لن نصوت لهم...الا اننا لن نتبني الخط الذي يدعو الي رفض الاحزاب وإخصائها ...هذا ما يريده الديكتاتور عمر البشير فلن نحقق له امانيه ولن نضغط الزناد له علي بديلنا ولو كان حقيرا....

ام الامر داخل الاحزاب فيعتمد علي الصمود عند بوابة المبادئ والحقوق واللوائح ورفع مستوي الوعي السياسي والحس  والانساني والدعوة لتكوين التكتلات داخلها والاغلبيات التي سوف تخضع لها القيادات اجلا ام عاجلا ...الا ان الاحزاب يجب ان تدفع ثمن هذه المساندة اليوم باجراء تغييرات حقيقية ليس علي مستوي الافرادا انما علي مستوي المقدرة علي التصدي للوحدة السياسية وتوحيد الرؤي الوطنية ليس فقط داخلها بل مع الاحزاب الاخري مواكبة لما يجري في السودان وفي العالم اجمع من تحديث ومشاركة مسئولة في العمليات الديمقراطية بما يشمله ذلك من المفاهيم المرتبطة بالشفافية ومشاركة ومواؤمة للمجتمع السوداني وظروفه التاريخية والعاطفية...

هذا هو ثمن مساندتنا لهم اليوم وغدا عند فجر الحرية وتحققها

بقلم ابراهيم مخير...

لابد من تحقق الارادة السياسية الصادقة ....لكن لا مفر من ازالة العقبة الاساسية ...الديكتاتورية ...لا مفر من ازالة عمر البشير....
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
وطن السلام | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .