فاطنه السمحه ومحمد والغول


في يوم من أيام فصل الخريف، حيث كانت الأمطار تسقط والصمت يملأ حجرة نوم( فاطنه السمحه) داخل جدران القصر المزخرفة. على الرغم من امتلاكها للسلطة الملكية للأسرة، رقدت الملكة على فراشها وتراجعت إلى الظلام الحالك. منذ ذلك الوقت، ظلت العشرة أبواب ذات اللوحات الورقية البيضاء لحجرة النوم مغلقة. على الرغم من تجمع السحب الداكنة واحتدام العواصف التي كانت تعوى، كان كل شيء هادئا في الداخل. مرت السنوات وأصبح الملك (محمد) اخيها متقدما في السن. ارتفعت أبواب القصر وشبّت ذقونها فوق بلاط الجدار وتتشمس جباهها في أشعة شمس الشتاء التي طال انتظارها، ولكن في الداخل كانت الغرف تمتلئ بالظلام والصمت. في ذلك السبات العميق (لفاطنه)، ذهبت الطرق التي طالما امتدت طولا وعرضا إلى لا مكان. في ذلك العالم وفي فترة الانحسار، تسربت العزلة الصامتة ببطء وبعمق إلى الظلام. في منتصف الليل دخل الغول ومعه متتطفلون أجانب إلى إحدى حجرات النوم الداخلية للقصر أصبحت (فاطنه السمحه) ضحية للقتلة. في الخارج، كانت الرياح تعصف بشراسة في كل الأصقاع. انهارت السلالة بعد عهد دام1000عام. كان الملك (محمد) قد مات. والناس قد انتزعت دولتهم فغادروا وطنهم بعد أن قتِّلوا. استلقت الملكة الأرملة على جرف النوم العميق، والريح وحدها كانت شاهدة على الساحات الأربع. ظلت الأبواب الورقية العشرة مغلقة لمدة ست وعشرين سنة. ثم في يوم من أيام فصل الصيف خارج جدار القصر الداخلي، كانت شجرة النيم المتوحدة تتضور في الطباق الحية على خطوط أنيقة نظيفة. بعد تحمل الخريف الماطر الطويل مع الأغصان العارية، كان جذعها الكثير العقد يشهد في صمت على الرحلة عبر الزمن، تميل الشجرة ملتوية ومتحولة إلى الأعلى. تمس الجدار ومن ثم تتفرش السماوات. بين الحين والآخر ترفع رأسها نحو السماء. ومنذ فترة قريبة مدت أذرعها، وعلى كل أغصانها تنفجر آلاف من الأزهار. في مثل هذا اليوم، تنفجر العزلة التي كانت مغلقة لمدة طويلة وراء الأبواب إلى أشعة الشمس في موجة من الزهور، مثلما ينفتح عالم جديد فيما وراء جدران القصر. بتلات زهرة كل بتلة / تعبر عن وجه شخص ما / البعض ابيضّ ملئ بالخوف / وبعض الوجوه يتناثر فوقها الدم.
مطالبه بالحريه والقصاص لفاطنه السمحه ومحمد من الغوول
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
وطن السلام | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .