تماضر شيخ الدين : جمال السودان في تنوعه ويجب أن نعبر عن هذا


جمعة مباركة عليكم،هذه (تماضر شيخ الدين)،زاهية بوطنها وناضرة بفكرتها،كانت لي معها (ونسة زي شاي عصرية في ضُل غمامة وطن نحلم بيهو مريح في زحمة الموج اللديح)،في أثناء زيارتها الأخيرة للبلد:-
- سودانية إكتشفت نفسها في أمريكا
- (تماضرشيخ الدين).. أكثر من عشرين سنة غربة..!!
* تماضرشيخ الدين،ليكن التعريف لها مقترناً بالتوصيف،سودانية من أهل الدراما، اغتربت عن الوطن أوهاجرت- المفردتان صحيحتان لإن لكلٍ إطلاقه ومنطلقه في تفسيرالإبتعاد عن الوطن في حالة المثقف-،أكثر من عشرين عاماً،والتعريف المفيد للناس يكون على طريقة (ممثلة،كاتبة قصة،كاتبة نصية مسرحية،مخرجة)،لهجرتها قصة ولعودتها أيضاً،اقتربنا منها لنوثق لها لكل حياتهاهنا وهناك،ومن(الإتحادي الأصل) نهدي ليها نغم بتأريخها الجميل،ونبدأ بفكرة مفادها:_
+ لوقلنا لك أن هنالك من قال عنك (هناك وطن مُسمى تماضرشيخ الدين)،(الوطن وتماضرشيخ الدين يتعانقان)؟
- شكراً لمن ظن أنني وطن،وأنا كنت أعانق وطني السودان كل ثانية،فهومعي أينما ذهبت.
+ هاجرتِ أواغتربتِ قبل عشرين عاماً،فهل جرحتِك هذي البلاد يومها؟
- جرحتني أشياء في البلد،والبلد نفسها لم ولن تجرحني،هاجرت لأسباب كثيرة لعل تعقيداتها يعرفها الجميع.
+ ولكن لماذا يختار كل المهاجرين أوالأغلبية منهم (امريكا)،رغماً عن أن البعض يصفها بأنها (الجنة والنار)،فهل كانت(الجنة) للسودانية تماضرشيخ الدين؟
- تماضر تصف نفسها بأنها اكتشفت أنها(سوداء)،- ومن الذي قال إن اللون الأسود غير جميل- وهذه مقاطعة منا،وكنت أظن أنني صفراء هنا،عشرين عاماً وأنا (سوداء) في وطن ليس وطني.
+ ذهبتِ إلى هناك،فكيف إكتشافك لوطنك؟
- هنالك في أمريكا إكتشفت سودان المسحوقين والنازحين،سودان النازحين والحروب العنصرية.
+ إكتشاف قد يبدوخطيراً ومعقولاً بين منزلتين،ولكن بالطبع لهذا الوطن كما نظن نحن (جمال ماعادي).
- أنا قدت في أمريكا مشروعاً وطنياً كبيراً للتعريف بالسودان،وكان المشروع بإسم (عرائس النيل)رمزية للسودانية عندما تهزم الواقع المُر،وتناضل وتنتصرلوطنها، المشروع تفاصيله رقصات شعبية،فلكلورسوداني.
+ في أمريكا وولاياتها المختلفة؟
- ليس في أمريكا وحدها، بل في أوربا وأسبانيا.
+ هل حقق المشروع الأشواق؟
- حقق أشواقي وأحلامي الكثيرة في أن يعرف العالم كله أن جمال هذا الوطن في التعدد الثقافي والعرقي الذي يتمتع به خلافاً لأوطانٍ كثيرة.
+ غير(ذلك الجمال)هل كانت تماضرشيخ الدين تنظرللوطن موحداً بهذه التعددية الجميلة؟
- كنت أنظروأحدث نفسي بأن هذا الوطن لابد أن يبقى موحداً.
+إذن فكرة (عرائس النيل) فكرة للوحدة الجاذبة؟
- الوحدة الجاذبة بمفهومي وليس مفهوم الآخرين،وحدة في وطن يصنع التحالف برغم الإختلاف والتباين، أنا صنعت وحدة جاذبة بين أجزاء الوطن بالفنون، والفنون هي التي تصنع الوحدة التي نريد.
+ عشرين عاماً(غربة) يمكن أن تجعلكِ بعيدة عن ذاكرة الوطن(أولاد وبنات)؟
- بالطبع،ولكن هذه العودة محاولة تواصل مع ناس الوطن بطريقة أو بأخرى.
+ في ذاكرة الدراما السودانية قبل هذي العشرين عاماً أين كنتِ؟
- أنا ممثلة في كل الإتجاهات،في المسرح،في الإذاعة،في التلفزيون، الأعمال كثيرة ولكن في ذاكرتي مسرحية لها موقع في وجداني وهي مسرحية (زهراء)،وقد غنى فيها الراحل مصطفى سيد أحمد.
+ مقاطعة منا،ولكنها كانت جميلة أعادتها لأيام تظنها بحسب روايتها أجمل أيام الدراما السودانية،وكنا قد قلنا لها(يا سلام على الفرهيد وتم الريد)؟
- رجعت بذاكرتها للوراء كثيراً،فالقصة منذ ثمانينات القرن الماضي،(الفرهيد،تم الريد) شخصيتان في مسلسل (وادي أم سدر)،فقالت عن المسلسل:(تلك أجمل أيام الدراما السودانية،المسلسل كان علامة فارقة في تأريخنا،من تأليف الأستاذ محمد خوجلي مصطفي وإخراج الشفيع ابراهيم الضو،وضم عمالقة الدراما السودانية فائزة عمسيب، الراحل عوض صديق،الراحل عبد العزيزالعميري،عبد العظيم قمش،يحى فضل الله،الريح عبد القادر والبقية الرائعة،المسلسل ناقش قضايا مفصلية في المجتمع السوداني على تلك الأيام.
وهنا نضع مداخلة من الرائدة فائزة عمسيب عن المسلسل،وقبل ذلك قولها عن تماضرشيخ الدين (خسارة كبيرة هجرتها عن البلد،فهي ممثلة لها كسبها الجميل،وقد كانت مع مريم محمد الطيب أجمل ثنائي(الفرهيد وتم الريد)،وأذكرأن المسلسل تم تصويره في منطقة غرب الكلية الحربية كان يُطلق عليها(قبرالكلب) بأم درمان،ويومها كانت هنالك كتيبة كاملة لحراستنا من القوات المسلحة مع تأمين المعينات كلها،مسلسل صنع تحالف الجيش والدراما.
تماضرشيخ الدين تعتز بتجربتها في المسلسل، وتعتبره حشداً من الفكرة النابضة بهموم المجتمع ونجوم المجتمع.
+غير(وادي أم سدر)،أين تماضر شيخ الدين من المسرح والدراما الإذاعية والتلفزيونية؟
- أنا مسرحياً اشتركت في مسرحية أحدثت جدلاً وحراكاً في الحركة الدرامية،وهي مسرحية (بيت بت المنى بت مساعد)،وفي تلك المسرحية حدث التواصل الحقيقي بين المجتمع السوداني والمسرح،وحققت المسرحية نجاحا ًجماهيرياً كبيراً،على عكس ما يحدث هذه الأيام.
ومن منا لايذكرمحطة التلفزيون الأهلية،تلك التي أعطت الناس الأمل في دراما تلفزيونية سودانية حقيقية،الراحل العميري صنع جمالاً غيرمسبوق فيها،ليس وحده بل كلنا أعطينا فما إستبقينا شيئاً.
في الإذاعة (حكاية من حلتنا) كانت من العلامات المضيئة في تأريخي،وكانت دراما إذاعية لامست تماسات حقيقية في المجتمع السوداني،وكان يكتبها الأستاذ سعد الدين ابراهيم ويخرجها معتصم فضل،وأحمد الله أنني وثقت لنفسي عبر(زي بيتكم)،(دنيا صفا).
ومن كلمتها الأخيرة (دنيا صفا) قلنا لها هجرتِك لعشرين عاماً أخذت منك وأعطتك بحسابات الربح والخسارة،في أي إتجاه يكون التفصيل؟
- قالت:أخذت مني وأعطتني..البعد عن الوطن خسارة حقيقية ولكن،خسارة في إتجاهات وأرباح في أخرى وهكذا هي الحياة.
+ الملاحظ أن كثيراً من الدراميين هاجروا في تلك السنة وتلك الأيام،فهل كان هنالك إتفاقاً بينهم أم أن الجراحات تعاظمت هنا وهناك فكان قراراً جماعياً بلا إعلان؟
- الجراحات تختلف بين كل درامي وآخر،ولكن ماكان يحيط بنا يجعل الهجرة هي القرار والحل الحقيقي،لم نتفق ولكننا هاجرنا على كل حال.
+ ماذا تريد تماضرشيخ الدين أن تقول؟
- جمال البلد في تعددها الثقافي ويجب أن نعبرعن هذا
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
وطن السلام | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .