الحيوان المنوى وما ادراك ما شَعَر العانة

• 
  
  (ودا الجننى انا وصديقى اب دومة) فى صُغرنا ...........حيث غياب المعلم الواعى والاُسرة الواعية لمراحل نمو أبنائها وبناتها والصراحة عند التربية فى البيت والمدرسة...... كان اب دومة (زول شين وراسو مدوقس) ولكنه كان ذكى جداً ........ وكنا نعتقد أن ذكاه يكمن فى تلك( الدومة) التى فى مؤخرة رأسه ، حينها كنا فى الصف الرابع إبتدائى ابناء العشرة اعوام تقريباً........... ذكر الاستاذ فى حصة التربية الاسلامية علامات البلوغ وذكر من بينها نمو شَعَر العانة بالنسبة للبنين والبنات ...........( إتلفت علىّ اب دومة وسألنى.......العانة دى شنو يامان؟؟ ناقشا ؟؟) .........قلت له (والله يا اب دومة غير الله يعينك مابعرف لى عانة تانية .... وبعدين حاجة ماعرفتها انت براسك المدوقس دا !!!... انا ح اعرفها من وين !!!) ..... ثم قال لى مستعجباً ( يامان دى قالوا بيقوم فيها شعر!!) ...... فقلت له (هى كان قام فيها شعر مامشكلة ، المشكلة تجى فى الامتحان وماننقشا دى شنو؟) ثم رد على قائلاً (عشان كدا انا ح أحكها ليك مع الاستاذ دا).... ورفع اب دومة يده سألاً الاستاذ ماهى العانة؟ واجاب الاستاذ (بعد سل روح وكبكبة .......وما اظن عشان الفصل كان مختلط وانما لضعف فيه).... هى منطقة فى جسم الانسان (وحاتكم استاذ الجن دا.... مازاد حرف على التعريف دا)......... وخرجنا من الفصل بعد ان قال الاستاذ نواصل درسنا غداً ........ وفى الطريق الى المنزل كنا نتسأل انا وصديقى اب دومة عن (عانة الجن دى ومكانها وين) وكان يردد اب دومة (اسى استاذ الجن دا لو وضح لينا اكتر ، كان الله داير يحاسبو!!) ........... وذهب كل واحد منا الى داره وهو مشغول بامر العانة ......... وفى البيت وجدتنى (حبوبتى ام سِروال وانا سرحان) ثم سألتنى (سرحان فى شنو ياولد؟؟) فقلت لها (حبوبة انتِ شعر العانة دا بيقوم وين؟؟) ثم نظرت لى شذراً (وقالت لى ..... خلى مسخرة وقوم جيب لى الدقيق من الطاحونة ..... العانة التخمك) ..... حينها بداءت تتكون لى فكرة سيئة عن شعر العانة وانها كلمة (كعبه تب) ....... وبعد ان عدت من الطاحونة قلت فى نفسى (القاتل الله والحايى الله ..... انا ح أسال ناس البيت واليحصل يحصل) وسألتهم جميعاً فردت على خالتى (وقالت لى خلاص بدو يقروكم فى قلة الادب) ........ وبعدها لم انتظر اى أجابة لان الامر صارخطير جداً ووليت هارباً......... ظللت فقط اردد فى نفسى (إن شاء الله اب دومة الشِفت دا يكون جاب خبر عانة السجم والرماد دى) ........ وفى الصباح قابلت اب دومة وسألته (اها يا شِفت نقشتها وين؟؟) .....(قال لى لا والله يامان ، سألت الجُلكينة ونهرتنى......... خلتنى الليل كل اتقلب واهبش فى روحى مِتل المجنون واسمع اسماء جسمى كلهن لروحى ... دى كراعى ودى يدى ودى بطنى ودى هنايتى ودا راسى ودى اضانى وووووو .... إلا عانة السجم والرماد دى مالقيتها).......ثم دخلنا الفصل وواصل الاستاذ وذكر من علامات البلوغ عند البنين هى بلوغ الحُلم و خروج الحيوان المنوى..........ثم (نطط اب دومة عينو وعاين لى وهو مخلوع وقال لى دا الشنو الجانا دا يا مان !!! نحن عرفنا العانة عشان نعرف الحيوان دا !!!) ورد على نفسه دون ان يسألنى (طبعاً انت ذاتك يافارة ماناقش حاجة ......... قاعد لى كدا ساى ذى الجك فى الفُضية)...... ثم سأل اب دومة الاستاذ ، ثم لا إجابة من الاستاذ كالعادة........ وجلس اب دومة حزين حيث لا إجابة لأسألته (وقلت ليهو يا اب دومة ولا يهمك انا جاتنى فكرة نعرف بيها الحيوان المنوى دا شنو؟؟....بس خليها لبعدين) ..... ثم قلت له (أقراء هنا يا اب دومة مكتوب شنو .....(وكان كتابنا انا واب دومة قديم ومشخبط )..... من علامات البلوغ عند الإناث الطشم ....... قلت ليهو انت يا اب دومة البنات ديل لمن يبلغن بطشمن وللا الحكاية شنو ........ لكن انا يا اب دومة عمرى ماشفت لى بت طاشمة وسكرنا وقالوا دى خلوها أصلها قاعدة تبلُغ !!!) ثم إلتفت الينا حمادة ود المدير وقال ( الكلمة دى الطمث ، انتو كتابكم عشان مشخبط ، عشان كدا ماواضحة الكلمة دى عندكم ) ونظر له اب دومة غاضباً وقال له (اى انت ماعشان ود المدير كتابك جديد وبراك ما مشترك مع اى قرد) ......... وقد اضاف الينا حمادة ود المدير عبئاً جديد ماهو الطمث عند الاناث؟؟ ....( قلت ليهو يا اب دومة ، اسمع الموضوع دا طالما بتاع جكس أسأل ناس إزدهار ديل لانو كنبتن جمبك....بكونن ناقشات الفلم دا أحسن من الاستاذ الكبكابة دا)......(وياريت لو ما قلت ليهو)....... وهو بصوته الضخم سأل ازدهار......(ازدهار ازدهار الطمث دا شنو؟؟؟ ) وحينها سمعنا الاستاذ وكل الفصل وصاح الاستاذ( اطلعو برة ياصعاليك وبكرة دقكم فى الطابور).......وخرجنا وفى الطريق ماذال اب دومة تفكيره عالقاً بالحيوان المنوى ..... (وقال لى اها يا شِفت نظريتك شنو فى الحيوان المنوى دا؟؟).......فردت له قائلاً ( بسيطة يا داقس .... طالما هو حيوان ح يكون موجود فى جنينة الحيونات ونحنا نمشى هناك عشان نشوفو)........ثم قال لى وهو فرحاً (والله يامان اول مرة تفكر صاح) ثم سألنى بشئ من الحيرة( لكن يافردة هو حيوان عديل كدا باربعة كرعين و بقرون وضنب !!!) ......... فأجبته ( والله يا اب دومة دا على حسب كلام الاستاذ لمن انت سألته ....مُش قال ليك حيوان يخرج من الرجل وما زاد عليها كلمة تانى ..... وكلمة حيوان دى معروفة شنو ياوهم ياماناقش حاجة).......... وسألنى مرة اُخرى ( اها يخرج دى انا مافهمتها كلوكلو ح يخرج مننا حيوان قدر دا كيف؟؟ ) فأجته بكل ثقة وقلت له (إحتمال الراجل بعد يكبر بحمل ذى النسوان ..... انت مُش النسوان ديل بحملن بس لمن يكبرن؟؟....فرد علىّ ( آى واللهِ) .....( قلت ليهو خلاص يمكن دا برضو ينطبق على الرجال) ثم قال لى وقد ملئته كل هموم الدنيا ( والله يا مان انا الحِمل والولادة ديل مابقدر عليهن ولا حاجة) فقلت له (والله يا اب دومة انا الحِمل والولادة ديل بقدر عليهن إلا الوحم دا الشئ الوحيد الما بقدر عليهو).......... حينها وصلنا جنينة الحيونات وبداءنا بالسلام على الغفير(إذيك ياعم الغفير) فرد علينا (اهلاً يا اولادى)..فقلنا له (والله ياعم الغفير نحنا عاوزين ندخل جنينة الحيونات وماعندنا قروش)........ فرد علينا بكرم حاتمى (مالو يا اولادى ادخلو لكن تجو راجعين بسرعة)........فرد عليه اب دومة (شكراً ياعم الغفير ، والله نحنا ذاتنا داخلين بس نشوف الحيوان المنوى وطالعين)........حينها انهال علينا الغفير ضرباً بعصاته وصاح فينا (امشوا يا اولاد ياقليلين الادب)..........بعدها قررنا انا وصديقى اب دومة ان لا نسأل احد فى البيت خوفاً من الضرب كما فعل بنا الغفير.
  وفى فناء المدرسة حيث اجلس انا واب دومة والخوف يسكننا لما سوف نواجهه من ضرب فى الطابور ، ظهر لنا فتحى الاعور وجاء الينا وجلس معنا .........جاء فتحى الاعور الى مدرستنا منقول من مدرسة اخرى بعد ان دخلها فى عمر كبير جداً بعد ان ترك حواشة والده ......... كان فتحى يكبرنا بعدد كبير جداً من السنوات فيبدو ان فتحى الاعور بلغ الحُلم وقد خرجت منه جميع حيوانات الغابة من عهدٍ بعيد...... فقال لنا مستغرباً (شنو انتو يافِرد فاضحننا قدام الجكس والناس وتسألوا من العانة والحيوان المنوى والطمث !!) فبعد ان اكتشف فتحى الاعور باننا (فارات وما ناقشين اى حاجة) شرح لنا الامر بكل بساطة (وبلغة فِرد)........... بعدها صار فتحى الاعور صديقنا وصار عندنا مصدر معلوماتنا وصار عندنا اعظم من الاستاذ ومن البيت.......... فظل دائماً يحمل مننا التقدير والاحترام.
  عاش فتحى الاعور طالما غاب المعلم والوالد.
  
  جاءت الى بيتنا ست البنات من إحدى القرى وهى عروس(لنج) ومعها زوجها وهم فى طريقهم للخرطوم لقضاء شهر العسل ......... كان كل ماتعرفه ست البنات عن شهر العسل فقط هو بانها ( ح تمشى تشوف قاعة الصداقة العمرها ماشافتها وتشرب ليها كباية ليمون باااااردة فى المنتزة وتجى راجعة) ....... لان من تاريخ ميلادها وحتى زواجها ، كل الذى تعرفه وتسمعه عن ذاك الشئ هو حرام وعيب ، عيب وحرام .........لان (المسكينة ، عمرها ماسمعت انو الشئ دا حلال وماحرام ومافى زول شرح ليها ووضح ليها الشئ بتعاملوا معاهو كيف ..... والشئ دا ماعيب ، بس عندو وقتو المحدد ليهو)............هذا ماتعلمناه انا وصديقى اب دومة من فتحى الاعور.
  فلا أسفاً على دور البيت والمدرسة ، طالما كان هنالك أمثال فتحى الاعور.............(وهاكم وزارة التربية والتعليم دى)..
  
  (بس ياربى ست البنات دى لى اسى بتكون شربت ليها كم كباية ليمون !!).
  
  عثمان حامد ...
  منقول من صفحه الصديق جمال الدين التجاني