لقد كفرت بدينكم هذا... ـ





.الساعة السادسة مساءا, أفتح كالعادة مواقع التواصل الإجتماعي لأتابع أخر المستجدات
.لأجد الجميع يتحدث عن أخر العمليات الإرهابية لدولة الإسلام الداعشية
.صور و فيديوات ترتعد لها القلوب و كلها على وقع أصوات التكبير
.الأنترنت, الصحف, الراديوا و التلفاز أصبحت فضاء لنشر أخبار القنابل و التفجيرات و الإرهاب

.حاولت أن أتجاهل, أن لا أرى أو أسمع كل هاته الفضاعة, لكن لم أستطع. الموت يحيط بنا و يحاصرنا أينما ذهبنا
يقاتلون رافعين رايات سوداء ديانتهم تقدس الذبح و الدماء و جعلت الكراهية لهم غداء ديانتهم تبارك قطع الرؤوسديانتهم جعلت منهم وحوش لحى ضخمة, عقول فارغة و قلوب متحجرة حملوا السلاح, يقاتلون كالأشباح و بإسم الإله إنتهكوا المباح إحتكروا لطائفتهم الجنة نصبوا أنفسهم مدافعين على السنة يتاجرون بالدين و الأوطان و حكموا حكم الموت على كل فنان هم نقيض الحياة هم على الإنسان بغاة ما هذا الجنون الذي هم فيه ... فقه جهاد و تكفير و تكريه
لقد كفرت بدينكم هذا... ـ
تخيل معي شخصين مختلفتين الأول نشيط و الأخر كسول الأول محب و الأخر معقد الأول فطن ذكي و الأخر ساذج غبي الأول خلق ليكون قائدا و الأخر عبدا مطيعا الأول طيب و الأخر شرير
ما الذي جعل الأول بتلك الشخصية القوية و الطباع الحسنة و الأخر خلق ليكون بهذا الشر و الغباء؟
ما اللذي صيره إلى هاذا الحال ؟
و هل فعلا لدينا حرية الإختيار و حرية تقرير مصيرنا ؟
أم نحن مقيدون بالظروف و الأقدار ؟

ديني يقدس الفن و يخشع لسلطة الوطن ديني يجعل من الحب صلاة و يذكي فينا حب الحياة
ديني الرحمة و العطف و الجمال ديني يزرع الحب في جميع الأجيال ديني يربي العقول و يهتم بالنفوس و يرقق القلوبالحرية هي دينيالإنسانية هي دينيالسلام هو ديني
إني أفقد القدرة على التنفس ... لم أعد قادرا سوى على شهيق الذل و زفير المهانة ... إنه جو الحطام و الخراب ... جو لا تسطتيع فيه سوى تنفس الرعب و الخوف
إن كل ذرة حب للحياة في جسدي تلوذ بالفرار ... و يوما بعد يوم أتجرد من الإحساس بالحياة ...
أحس بالخواء و الفراغ من أي عاطفة ...
أقولها : إن الموت أرحم من العيش في بلاد فقدت إنسانيتها ...

إن تصوري لذلك العالم الوردي قد محي من مخيلتي ... ليستبدله عالم أسود اللون عالم كريه قاتم مليئ بالتعاسة ..
عالم مادي يتاجر فيه بالأخلاق و القيم...
ما الحل ؟ الحل أعزائي أن تنسلخوا من إنسانيتكم, أن تتجردوا من مشاعركم, أن تصبحوا مجرد كومة من اللحم البشري فاقدة للأحاسيس .
تجردوا من الحب و الرحمة و الشفقة و الأمل فهاته الأحاسيس لضعفاء ...
غذوا في داخلكم مشاعر الكره و الطمع و البغض ففي عصرنا هذا هي خصائص الأقوياء ...
إن القصص و الروايات التي تنتهي بسعادة أبدية و فرح دائم وجب أن تمحيها من مخيلتك ... إن النهاية قاتمة حزينة دوما ....
إن الخير كذبة و الشر هو الواقع ... الشر هو الحقيقة ...
فلحي الشر فلتحي الوضاعة و الذل ... أعبدوا الموت و بشروا بالزوال ...
إنه عصر داعش عصر الإضمحلال و الفناء ...
لقد كفرت بدينكم هذا... ـ

التعليقات
0 التعليقات
 
وطن السلام | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .