طفوله علي حافه الامل

ياخالة ياخالة.. ننضف ليك باب الشارع دا؟..جاء صوته صغيراً كحجمه، بريئاً كنظرته.. التى لم تكن تسأل ولكن ترجو.. فإلتفتت إليه وقلبها يُسائلها.. أين أنتم من المدارس ؟!.. أين أنتم من الطفوله ؟!.. أين نحن منكم ؟!..ردد الطفل وهو يترجل من عربة الكارو .. ننضف ليك باب الشارع ياخالة؟.. نظرت إليه مشفقة "بتنضفوا بكم؟ "..فرد عليها مبتسماً "إنت بتدينا كم ؟"..يا للمساومة على عرق الأطفال ! .. عبارة سقطت بين يديها.. فناولته ورقة نقديه أخفتها بين يديها..فرفع رأسه محتجاً "شغل ياخاله ماشحده"أن تقف بحثاً عن الكبرياء فى زمن يعبث بالطفولة.. كان درساً تعلمته على يدىّ هذا الصغير..***************رأته مسرعاً يحمل منديلاً.. يسابق عداد الإشارة .. أخذ يمسح زجاج العربة الأمامي .. الذى لا يشكو من غبار.. خاطبه السائق "مامحتاج يا إبنى".. وبعين الراجي إنتقل إلى زجاج النافذة والسائق يردد "مامحتاج".. ثم وقف على نافذتها يحرك يده بالمنديل.. فقال السائق "ياولد قلنا ليك القزاز دا مامحتاج"..فقال "أي حاجه أفطر بيا بس"إخترقت جملته سكونها.. فمساحة الإحتياج يا سيدى ليست أن يلمع زجاج عربتك.. هى مساحة بين إنسانيتنا وطفولتهم تملأها الحسرة..**************دخل يرافقه والده..جلس على الكرسي المقابل للطبيب..بدأ يبث شكواه التى لم تكن سوى "عندى وجع راس شديد"..دار حوار مشترك بينه وبين الطبيب ووالده.. وعندما غادر والده غرفة الطبيب قال الطفل "أنا بشيل براسى""بتشيل شنو؟؟ إنت شغال؟؟!""آي .. بعتل حاجات تقيلة مابتترفع ساي عشان السلم إلا أرفعا فوق راسي""انت صغير على الشغل دا"ضحك الصغير قائلاً "ولا صغير ولا حاجة إنت ماعارف الناس عايشة كيف؟؟"لم يكن يشكو أباه ولكنه يحكى آلمه.. يشخص مرضه.. هكذا هم يضحكون برغم الآلم.. ***************ليس اختيارهم.. أن تلقي الحياة بثقلها على أكتافهم.. فتحملهم عبء أكبر من طفولتهم.. ولكن ربما إختاروا أن يعلمونا فن الأمل والإبتسام وإن شق عليهم.. فإن بين فرضيات الحياة وقسوتها إختيار.. قد نختار أن نبكيها فتجف الدموع ولا يبقى من أثرها شئ.. وقد نختار أن نحارب فيها بإبتسامة البقاء.. فيكون لنا من إبتسامتنا أمل الغد..
التعليقات
0 التعليقات
 
وطن السلام | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .